أحر التعازي بمناسبة ذكرى استشهاد سابع الأئمة الاطهار عليهم السلام الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام

اذ يوافق استشهاده في الخامس والعشرين من رجب .. السلام على امامنا الكاظم (ع) يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا
ويسرنا ان ننشر لكم ادناه مشاركة من الاستاذ أثير الموسوي مدير (مؤسسة دار الفرح لرعاية الايتام والفقراء ) بعنوان



الإمام الكاظم (ع) والتكافل الاجتماعي

هل بإمكان الإنسان ان يحصى قطرات المطر التي تنزل على كل يابسة وبحر ؟ الجواب كلا فهذا الشيء الكبير لا يعده إلا العلي القدير ، كذلك الإعمال الصالحة التي قدمها الائمة المعصومين عليهم السلام لا يمكن إحصائها وهذا ما نراه من عجز صفحات التاريخ للإلمام بهذا التراث الضخم وما يحتوي من منجزات متنوعة في شتى المجالات ،السياسية والاقتصادية والثقافية ولاسيما الجانب الإنساني ،فالأئمة عليهم السلام توارثوا هذا العمل الطيب من رسول الله وأمير المؤمنين وجدتهم سيدة نساء العالمين (صلوات الله عليهم ) الذين طالما صبروا وهم صائمين من اجل إلا تبقى أفواه الفقراء تشكي أو بطونهم تتضور جوعا ،وورثوا ذلك من الإمام الحسن عليهم السلام الذي عرف بكريم أهل البيت عليهم السلام لكثرة كرمه وإنفاقه في سبيل الله ،وإما الإمام الحسين والسجاد والباقر والصادق عليهم السلام فعندما يستشهدون يرى المغسل لهم على ظهورهم آثارا من حمل المساعدات التي ينقلوها إلى عوائل الفقراء، إلى إن نصل إلى الإمام الكاظم عليه السلام الذي عرف في زمانه بأنه راعي الفقراء وأنموذجا للتكافل الاجتماعي فقد كانت أكياس المال التي يعطيها إلى الفقراء ليلا لا يحتاج الفقير إلى شيء بعدها لذلك قيل في عهده وأيامه ( عجبا ممن جاءته صرار (يعني أكياس) موسى وهو يشتكي القلة والفقر) ومن أجمل الشواهد النبيلة للإمام عليه السلام التي توضح أياديه البيضاء على فقراء المسلمين قصة احتراق بستان احد الفقراء والذي حصل عنده إحباط شديد نتيجة الخسر المادي الذي حدث له وبمجرد ما ان سمع الإمام الكاظم عليه السلام به ذهب إلى بستان الرجل وأعطاه كل المبلغ الذي صرفه على الزراعة التي قام بها فشكره الرجل قائلا إن الله يعلم أين يضع رسالاته وقد كانت هباته السرية وتواصله الخفي خير معين لفقراء يثرب التي عرفت بكثرة الأيتام والفقراء نتيجة القمع الذي كان يمارسه حكام بني العباس الظلمة فقد عرفوا بالفساد والمجون تاركين أبناء الأمة الإسلامية تعيش الفقر والحرمان مما سبب بقيام ثورات حاولت إن تزيل تلك الغمة الجاثمة على رقاب وصدور المسلمين فكانت ردود العباسيين قاسية لقمع تلك الثورات مما سبب كثرة في عوائل الأيتام وكان الإمام الكاظم عليه السلام يهتم بذلك الجانب الإنساني ويربي في الأيتام ويزرع في نفوسهم قيم الإسلام إضافة إلى دعم تلك الثورات فكريا وتربويا فكان ،وهذا الأمر يدعونا إلى الاهتمام بهذا الجانب الإنساني لما له من آثار طيبة تترتب على حياة الإنسان وآخرته فالتصدق على الفقراء يدفع ميتة السوء ويبارك بالرزق والعمر ويشافي المرضى ،فقد شكا رجل إلى الإمام الكاظم عليه السلام من كثرة عياله وإمراضهم المستمرة فأجابه الإمام عليه السلام (داووهم بالصدقة فليس شيء أسرع إجابة من الصدقة ) وقد روى أحد الأصدقاء المهتمين في مجال رعاية الأيتام في كربلاء المقدسة قصة عجيبة في هذا المجال ،إذ جاءته إحدى النساء من القطيف التي تعطي دائما وتتصدق على الأيتام وطلبت منه إحضار الأيتام لزيارة الإمام الحسين عليه السلام والدعاء لها لكونها مصابة بمرض خبيث ، وفعلا بعد إن رفع الأيتام أكفهم إلى السماء وبقلوبهم المنكسرة والمحرومة استجاب الله دعائهم فشفيت المرأة ، وهذا خير شاهد ندعوا الناس من خلاله إلى الاقتداء بمنهج التكافل الاجتماعي الذي قام به الإمام الكاظم عليه السلام عبر الاهتمام بالفقراء والأيتام تربويا وماديا لكي نحافظ عليهم من الحرمان والانحراف وندفع بتلك الرعاية كل هم وغم تمر به بلادنا الإسلامية

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top