أطفالنا في خطر : كيف يمكن تجنيب الأطفال والمراهقين مخاطر ألعاب الفيديو؟

لا تزال ألعاب الفيديو تحصد مزيدا من أرواح بعض الأطفال والمراهقين في شتى أنحاء العالم. ففي السعودية أقدم طفل في الصف السادس الابتدائي من مدينة أبها على الانتحار شنقا بسبب إحدى الألعاب الإلكترونية.

والد الطفل ويدعى سعد الأحمري، قال في مداخلة على قناة "الإخبارية" السعودية، إنه تابع ابنه بعدما لاحظ أنه يدوام على ممارسة تلك اللعبة، خوفا من تسببها في فساد أخلاقي للطفل، لكنه لم ينتبه إلى أنها تركز على استغلال الجانب النفسي للطفل. وأوضح الأحمري أن ابنه لم يكن يعاني من أي مشاكل أو أزمات نفسية ولم تظهر عليه أي علامات اضطراب نفسي، وأشار إلى أنه فحص اللعبة بعد وفاة ابنه ، حيث وجد أنه لعب عليها مدة تجاوزت 3 آلاف دقيقة وقطع 92% من مراحلها. وقال إنها تعمل على تدمير نفسية الطفل، وتصور له أنه وحيد مضطهد وحياته كلها مشقة وتعب، ويبدو أن ابنه تقمص تلك الشخصية.

يأتي هذا في وقت توجه فيه أصابع الاتهام إلى لعبة "الحوت الأزرق" كونها السبب الرئيسي في وفاة عدد من الأطفال والمراهقين في بعض الدول العربية. ففي مصر، ظهرت ضحية جديدة من ضحايا هذه اللعبة في شهر نيسان/أبريل الماضي حيث حاولت طالبة تبلغ من العمر 15 عامًا الانتحار. ووفقا لصحف مصرية، فإن الفتاة وصلت إلى إحدى مستشفيات محافظة الإسكندرية، في حالة إعياء شديدة جراء تناولها مادة سامة تنفيذًا لتعليمات اللعبة. وجاء ذلك بعد أيام من انتحار نجل نائب برلماني مصري سابق، وكتبت شقيقة الضحية تعليقا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أكدت فيه انتحار أخيها بسبب لعبة "الحوت الأزرق"، التي تبدأ بـ" أوامر تافهة تصل للاستحواذ التام".

وفي الجزائر سجلت محافظة قسنطينة شرقي البلاد، ثامن حالة على المستوى البلاد، عندما لقي طفل يبلغ من العمر 11 سنة مصرعه ، بعد أن تم العثور عليه منتحرا بحبل داخل منزله وعلى إحدى يديه رسم للعبة "الحوت الأزرق".

أما في تونس فقد أسفرت اللعبة عن انتحار حوالى عشرة أطفال في مناطق متفرقة من البلاد، وهو ما دعا وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة بالتعاون مع وكالة السلامة المعلوماتية إلى إطلاق عدة حملات لدعوة الأسر لمراقبة نشاط أطفالهم على الإنترنت.

كما شهدت السعودية العام الماضي حالة انتحار لطفل يبلغ 13 عاما قالت أسرته إنه كان يمارس هذه اللعبة.

كانت دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى بتحريم المشاركة في اللعبة وطالبت "من استدرج للمشاركة في اللعبة أن يسارِع بالخروجِ منها". وناشدت دار الإفتاء الآباء بمراقبة سلوك أبنائهم، وتوعيتهم بخطورة هذه الألعاب القاتلة، وأهابت بالجهات المعنية تجريم هذه اللعبة، ومنعها بكل الوسائل الممكنة، لما تمثله من خطورة على الأطفال والمراهقين.

لعبة الحوت الأزرق هى تطبيق يُحمّل على أجهزة الهواتف الذكية وتتكون من 50 تحد، تستهدف الفئات العمرية ما بين 12 و16 عامًا. وبعد أن يقوم اللاعب بالتسجيل لخوض التحدى، يُطلب منه رسم حوت أزرق على ذراعه بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أنه قد دخل فى اللعبة فعلًا. ويتم السيطرة على اللاعب من خلال اتباع بعض التعليمات الغريبة التى تعتبر جزء من طقوس اللعبة ومنها الاستيقاظ فى وقت مبكر، ومشاهدة أفلام تحتوى على مشاهد مرعبة وسماع أنواع معينة من الموسيقى. كما تتطلب اللعبة عزلة تامة وعدم محادثة الاشخاص وذلك لضمان وصول اللاعب إلى حالة نفسية سيئة تمهيدا للمرحلة الأخيرة وهى تنفيذ التحدى الأخير وهو الانتحار.

مخترع هذه اللعبة الروسي فيليب بوديكين، اتهم بتحريض نحو 16 طالبة على الانتحار بعد مشاركتهن فيها. وقد اعترف بوديكين بالجرائم التي تسبب بحدوثها، قائلا: "أحاول تنظيف المجتمع من النفايات البيولوجية، التي كانت ستؤذي المجتمع لاحقا".

ويرى بعض الأخصائيين النفسيين أن حب الاستطلاع ومعرفة اللعبة والدخول معها في تحدّ، إضافة إلى العزلة، هي ما قد يدفع بعض الأطفال والمراهقين إلى إدمان الألعاب الإلكترونية والانصياع لأوامرها حتى وإن كان فيها إيذاء لأنفسهم.

هل سمعتم عن ضحايا لألعاب إلكترونية في العراق ؟ هل هناك توعية كافية من السلطات بمخاطرها؟ هل هذه الألعاب المسؤول الوحيد عن وقوع حوادث كهذه أم هناك عوامل أخرى؟ هل تتركون أولادكم على الإنترنت فترات طويلة؟ ولماذا؟ كيف يمكن تجنب مثل هذه الحوادث؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top