مطالبنا في يوم اليتيم

د.عامرة البلداوي
يحل علينا يوم اليتيم العالمي في اول جمعة من شهر نيسان  في توقيت صعب القياس . ففي الوقت الذي تنتشر فيه بكثافة صور المرشحين وتتصاعد وتيرة حملاتهم الانتخابية , تزداد آلة القتل والارهاب وتزداد اعداد الضحايا وتزداد اعداد الأيتام …نعم لاتوجد احصائية صحيحة لهم فلم تكن تلك الاعداد المتزايدة بشكل فوضوي يكاد يعقد الالسن  قد حركت الجهات ذات العلاقة ليخصصوا مسحا وتعدادا خاصا للأيتام  تظهر فيه مواقع تركزهم , واحوالهم المختلفة من التعليم الى الصحة والسكن والاحتياجات الاخرى حتى  نبدأ كمسؤولين ومجتمع بتحديد الاولويات لتدارك هذه الكارثة التي تعددت اوجهها وملامحها وتنوعت احتياجاتها ومشاكلها . فمن شرائح مازالت بحاجة الى الاسعاف والاغاثة العاجلة , الى حالات باتت تتفشى من المشردين بلا مأوى في الشوارع يمتهنون التسول ويستغلون كأبشع صورة لأنتهاك الطفولة وتشويه صورتها الجميلة , الى شرائح اصيبت بالامراض المستعصية أو ولدوا مصابين  بالسرطان  فزادت حالاتهم المرضية وفقرهم وبؤسهم بأضعاف الأمل في انقاذهم وعلاجهم , وحالات وشرائح مختلفة من الايتام لايسع المجال لحصرها , ونحن اليوم بالذات امام السؤال المهم ماهي خطتنا للأيتام من اعمار الولادة الى سن الثامنة عشر , وهل تكفي الاجراءات الضعيفة والباهتة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية في تدارك الازمة , نعم انها ازمة !! ولو كانت في بلد غير العراق الذي بات لاتهزه مناظر البؤس والدماء وآهات المحتاجين , وتجلدت مشاعر ابنائه وتحجرت مآقيهم والا كيف لنا ان نغمض اعيننا عن مطالب اليتيم وماذا نقول له في يومه ؟ اين مدن الحماية والرعاية التي تتكامل فيها الخدمات وتسد كل الاحتياجات , اين فرص التمكين الموجهة الى الايتام لتعويضهم ببناء القدرات العالية التي تكفي لأدماجهم بمجتمع يتصارع فيه الناس والقوي يخطف فرصة الضعيف ومن اضعف من الايتام ؟ اين التشريعات المنصفة التي تضمن حماية ورعاية الايتام الى مابعد سن الثامنة عشر , اين الاستثناءات الخاصة بهم اليس امثالهم يستحقون الاستثناءات من شروط قاسية ستكون عائقا لهم من الوصول الى اي مستوى من المنافسة لأقرانهم ؟ هل كتب على اليتيم ان يبقى محدود التعليم مكسور الخاطر عليل الجسم ضعيف التركيز !!؟ اين مبادرات الجامعات (الأهلية والحكومية) بتخصيص مقاعد للأيتام في بعض الاختصاصات وبدون اجور لتمكينهم من المنافسة ؟ ليس المطلوب ذرف الدموع والتأسف عليهم , انما هم بحاجة الى ضخ الاموال وبناء المؤسسات التي تحتويهم واعداد السياسات والخطط لتجنيبهم الانخراط في دوامة الارهاب او الضياع …في يوم اليتيم اطلب ان نهديه شمعة تنير درب المستقبل لا زهرة تذبل بعد سويعات ويختفي اريجها 
4/نيسان/2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top