الحفل التأبيني للفقيد المرحوم الاستاذ سهيل القريشي

 

أقامت مؤسسة ام اليتيم وجمعية النهوض الفكري حفلا تأبينيا لفقيدهما العضو المؤسس لكل من مؤسسة ام اليتيم وجمعية النهوض الفكري الاستاذ سهيل نجم القريشي ( ابو احمد ) على قاعة بغداد في فندق عشتار يوم الخميس الموافق الخامس من نيسان . وقد حضر الحفل الصفوة من اصدقاء الفقيد ومحبيه وعائلته 

وقد تم القاء الكلمات التي تعرضت لسيرة الفقيد العطرة ومواقفه المشرفه في محاربة الفساد , كما القيت القصائد الشعرية في مدحه وتخليدا لذكراه … رحم الله سهيل القريشي الذي قرح اعين اسرته و محبيه واصدقائه ونسأل الله ان يلهمهم الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون .

 

وقد القت رئيس مؤسسة ام اليتيم كلمة في تأبينه بعنوان ( وداعا سهيل القريشي) نعرضها ادناه :-

حرقة وداع سهيل القريشي

وقفت الكلمات متحشرجة على الشفاه لاتجرؤ على الانطلاق !؟ هل مات فعلا ذاك الذي ظن انه بما يملك من المحبة للوطن بما يملك من رصيد قيم وشرف وعمل دؤوب وسمعة وكفاءة وممارسة عملية وخبرة فنية سوف يلاحق الفساد ويجفف منابعه ويحقق النزاهة .. اجابت الانباء ورسائل النقال بما لايقبل الشك نعم اغمض عيناه وقال وداعا لدنيا نهاراتها تعب وكفاح وصراع وسباق ولياليها تفكير وحسرة وتأمل في درب صعب قل فيه الرفيق وزاد فيه العدو …

وداعا سهيل ….وقفت وقفتك واديت دورك الذي من اجله نهضت بمسيرة الحياة وجاء دورنا فهل سنكون مثلك ثابتين غير متأرجحين هل سنقبل ان يدير الجميع وجوههم عنا ويرموننا بالتهم ويلوثون مسيرتنا البيضاء ثم لانتحايل اونهادن ونساوم ونتوسل …. كنت نعم واشهد لك بذلك همك ان تثبت الحقائق وحاولت بما استطعت ان تفعل ولكن طوفان حال بينك وبين مبتغاك وسبحت ضد تيار رماك الى اول الشط ولم تتوقف ….صرخت ليسمعوا فصموا آذانهم … واجهت لكي يروا فأستغشوا ثيابهم … وعجيب انك لم تنزو في ركن اوتتوقف عن متابعتهم فأبعدوك لفترة ولكنك بمجرد انتهاء المهلة ذهبت لمزاولة عملك وقبل ان تبدأ اوقفوك ومنحوك الاجازة المفتوحة ليتفردوا بطمس الاشياء وتغييرها .

نم قرير العين ابيض الثوب نقي السمعة وليخسؤوا وتسود وجهوههم بما لفقوا واتهموا وحوروا وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

سهيل الذي عرفناه

كان سهيل القريشي المشاور القانوني لمؤسسة ام اليتيم هو من كتب نظامها الداخلي وساهم في تأسيسها ودعم توجهها وكان يزورها ويقدم لها الدعم وتطوع ان يساعد الارامل في الحصول على حقوقهن القانونية وترويج معاملاتهن من خلال مكتبه مجانا , ثم اصبح عضو الهيأة الادارية للمؤسسة يحضر مناسباتها ويشارك في فعالياتها بالرغم من انشغاله وصعوبة حركته بسبب الوضع الامني .

كما عرفناه مهتما بالشأن العام للبلد , مبادرا ايجابيا في التعامل معه لم يشعر باليأس من استمرار المحاولة , كان يؤرقه حيود الاحداث عن مساراتها ويعتقد ان قوة من مجموع الخيرين يمكنها ان تعيد دفة الامور الى مسارها الذي حلمنا به وانتظرناه وضحينا من اجله ولذلك تصدى للعمل الوظيفي وهو في غنى عنه , ولذلك تألم لانسحاب البعض من ساحة العمل السياسي اذ يعتقد ان مجموع الخيرين لابد ان يتصدوا في كافة المجالات ولايتركوا الساحة خالية ,ولذلك جازف كما لم يقم بذلك اي مفتش عام في وزارة او مؤسسة بنبش قضايا فساد تورط بها الكبار وبدأ مشواره المحاط بالاشواك والمطبات ثم التضييق والتهديد ثم محاولات الاغتيال ثم الشيء الاصعب محاولات التشويه والتزييف والاتهام المضاد , وقد استمر في متابعة المسير ولم يتوقف رغم التغييب والاقصاء والاسكات والتجهيل وغيرها مما تم ممارسته في سبيل اسكات صوت ظل قويا صادقا صريحا . وقد انعكست ايجابيته وتوازنه مع نفسه على اصدقائه ومحبيه حتى وصف بأنه ( حمل سيفا صغيرا ووقف امام غول الفساد المحصن بكل المتاريس والحامل لكل انواع الاسلحة ) . ومما قاله ونشر من افكاره عبر وسائل الاعلام  ( اعتقد ان لافضل لأحد على ابناء هذا الشعب فهو صاحب الثروة ومصدر السلطة وشروطه في ادارة الدولة واضحة في دستوره ولن نقبل ان تعود الامور الى الوراء )

وقد كان مثقفا له مساهمات متنوعة وآراء في التاريخ والادب وشؤون الحياة عامة فقد نشرت جريدة الحوار المفتوح الاليكترونية حديثا معه عن افضل السبل في وأد الاشاعة ومعالجتها فأجاب (( اولا: على الحكومة ان تظهر مصداقية في مطابقة اقوالها وافعالها وانسجام نتائج التنفيذ مع التخطيط وتوافق برامجها مع وعودها . ثانيا : ان يكون المواطن موضع اهتمام الحكومة بشكل اساس . ثالثا: على الدولة أن تشعر المواطن بأنه شريك لها في صنع القرار، وان تبدأ هي بتشخيص سلبياتها ومعالجتها قبل أن تتسرب إلى المواطن فتأخذ مسار التضخيم والمبالغة، لخلق جسور للمشاركة الفعلية بالتزامن مع خلق وعي جديد يبعد المواطن عن تداول الإشاعة بشكل سلبي . ))

مااحوج العراق لأمثال سهيل

اخيرا فقد العراق انموذجا لقائد مسؤول وما احوج العراقيين لمثل هذه النماذج ولا أدري أي عطب يصيب المجتمع بفقدان العاملين المخلصين المتصدين للخطأ والظلم والفساد , لاشك ان العراق لاحظ له بفقدان سهيل ومااحوجنا لأمثاله . وأخيرا علينا جميعا ان نحمي تراثه (مواقفه , اقواله , اسرته ,سيفه الصغير ), علينا ان نحمي احلامه ومصداقيته وثقته بالغد وتفائله ونعيد تقييم مواقفنا معه , فربما يظهر سيفٌ صغير آخر فنمد ايدينا جميعا لمساعدته ليقوى ويشتد ويعيد الامور الى حلم القريشي وبذلك نكون اخوة اوفياء لأبي احمد .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top