مؤسسة ام اليتيم تشارك في احتفالية الامم المتحدة بيوم السلم العالمي

شاركت مؤسسة ام اليتيم في احتفالية اقامتها الامم المتحدة بالتعاون مع مجلس النواب في يوم 21 ايلول في قاعة رقم (1) في مجلس النواب ,بناءا على الدعوة التي تلقتها  رئيسة المؤسسة من البرنامج الانمائي للأمم المتحدة UNDP  للحضور والمشاركة  بمداخلة  عن رؤية النساء للسلام في العراق تتضمن توصيات تتعلق بدور النساء في بناء السلام  لدورها الفاعل في حركة المجتمع المدني والحركة النسوية وبوصفها رئيسة مؤسسة مجتمع مدني وشريكة الامم المتحدة في اكثر من برنامج . وقد تضمن برنامج الاحتفالية الكلمات الافتتاحية لرئيس المجلس ولممثلة السيد الامين العام للأمم المتحدة وللرئيس الدوري لمفوضية حقوق الانسان ولممثل لجنة حقوق الانسان في مجلس النواب , تلتها مداخلات لثلاث منظمات مجتمع مدني شريكة هي مجلس السلم والتضامن ومؤسسة ام اليتيم ومنظمة تعنى بالشباب , ثم تضمن منهاج الاحتفالية شهادة من قبل أحد الناجين من جبل سنجار , وختم الاحتفال بمعزوفة موسيقية 



وقد القت رئيسة المؤسسة الكلمة الآتية في الاحتفالية :- 
السيد رئيس مجلس النواب المحترم
السيد ممثل الامين العام للأمم المتحدة المحترم 
السيدات والسادة الحضور …. السلام عليكم 
يحتفل العالم باليوم العالمي للسلم حيث دعت الأمم المتحدة كافة الأمم والشعوب إلى الالتزام بوقف الأعمال العدائية خلال هذا اليوم، وإلى إحيائه بالتثقيف ونشر الوعي لدى الجمهور بالمسائل المتصلة بالسلام ,وحق الشعوب بالسلام , وتأتي هذه الدعوة وشعب العراق يمر بأبشع هجمة هزت ظمير الانسانية من الترويع والقتل والابادة والتهجير وانتهاك الحريات واهمها حرية الانسان في الحياة , وفي هذا اليوم ,اليوم العالمي للسلم يعيش ملايين من النساء والاطفال في تهديد ورعب وخوف ومستقبل مجهول في مناطق مختلفة من العراق . 
السادة الحضور علينا ان نستحضر مامرت به الشعوب من الظروف ذاتها التي يمر بها العراق والتي استدعت ان يطلق الامين العام للأمم المتحدة السابق (كوفي أنان) والامين الحالي (بان كي مون)  كل منهما على حدة ومرارا وفي مناسبات عدة  انه (لاسلام بلا عدالة ) فكيف يحل السلام في بلد باتت آلة الذبح والقتل الجماعي هي السائدة  حيث بات يسيطر الارهابيون وعصابات مايسمى ب (داعش) على مساحات شاسعة من بلد حضارة مابين النهرين , وكيف يحل السلام في بلد قتل فيه 1700 شاب في قاعدة سبايكر ذبحا في يوم واحد دون ان تكشف الحقائق او يستلم اهالي الضحايا جثامين ابنائهم ويتم القصاص من القتلة ويعوض الاهالي 
كيف يحل السلام في بلد نزحت  فيه قسرا مئات الآلاف من العوائل من الموصل وتلعفر ومدن اخرى في صلاح الدين وكركوك تاركين بيوتهم واموالهم بعد ان تعرضوا لشتى انواع المصاعب والخوف في طريق نزوحهم وانتهى بهم الحال بلا مأوى , دون ان يتم احقاق العدالة بأرجاعهم الى بيوتهم وانزال القصاص بغاصبيهم حقوقهم 
فاذا التزمنا بمبدأ (لاسلام بلا عدالة ) وسعينا كدول ومجتمعات  ومجتمع دولي الى تحقيقه  سنذهب حينذاك الى خطوات أرساء السلم الاهلي و المصالحة  بدون ابطاء 
السيدات والسادة لقد كان للمرأة في العراق  الحظ الاوفر من الاستهداف الهمجي والبشع من قبل العصابات الارهابية لداعش او مايسمى بالدولة اللااسلامية  فبالرغم من انها استهدفت بالقتل والسبي والاختطاف والبيع كجارية و الاغتصاب والتهجير ومنع حقها في العمل او حقها في حريتها الشخصية  بالتحكم بملبسها وتصرفاتها  , فأن المرأة كانت الأكثر تأثرا بعمليات القتل الجماعي في مختلف المناطق وخاصة في قاعدة سبايكر فهي الام الثكلى وهي الابنة اليتيمة وهي الزوجة الفاقدة لمعيلها وهي التي تحملت هول الخبر والحدث ومن يستطيع ان ينسى صوت الام التي صرخت في هذا المكان مطالبة بمعرفة مصير ولدها المجهول !!! وعليه فأن امامنا في هذا اليوم مهمة كبيرة  في التأكيد على دور المرأة في احلال السلام تطبيقا لبنود قرار مجلس الامن 1325 الخاص بدور المرأة في احلال السلم والامن ومن اجل ذلك اوجه عنايتكم للنقاط الآتية :-
1-ان تقرير لجنة  الامم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة المتضمن ملاحظاتها وتوصياتها على تقرير وزارة حقوق الانسان والصادر في العاشر من آذار 2014 قد جعل الاولوية لتقديم معلومات خطية بشأن الخطوات المتخذة لتنفيذ قرار مجلس الامن 1325 لسنة 2000 الذي يضمن مشاركة فعالة للمرأة في عمليات صنع القرار في غضون سنتين


2-ان الاحداث الامنية الخطيرة التي حصلت في العاشر من حزيران ومابعدها وما تزامن معها من حجم الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة  يستوجب أعادة النظر في بنود خطة  العمل الوطنية لتنفيذ القرار 1325       خاصة في بند الحماية والوقاية والامن  لتنسجم مع نوع المخاطر التي تعرضت  وتتعرض لها المرأة ولايكتفى بحصرها في العنف الاسري والتحرش بل توسيع اجراءات ووسائل الحماية  الحكومية والتزامات الدولة اتجاه النساء في زمن الحرب ومابعدها 
3-ان دور المرأة في احلال السلام مازال معطلا فبعد المناشدات الكثيرة من الناشطات ومنظمات المجتمع المدني النسوية لزيادة مشاركة المرأة في التشكيلة الوزارية  الجديدة لم تحصل المرأة الا على وزارة واحدة , كما وردنا انها لن تحصل على اكثر من ثلاث رئاسات للجان مجلس النواب , فضلا عن كون المنافسة الشديدة قد منعت المرأة من ان تكون عضوا في لجنة الامن والدفاع النيابية والتي تضمن مشاركتها  في مراقبة القرار الامني وفي التشريعات الخاصة في احلال الامن في البلاد 
4-تتوفر في بنود  قرار مجلس الامن 1325 الكثير من الفرص للمساهمة في احلال السلم لم تمنح للمرأة في العراق فبالرغم من ان معظم دول المنطقة والتي لاتعاني مانعانيه من تهديد للأمن والسلم قامت بتعيين سفيرات ومبعوثات  للمساعي الحميدة والنوايا الحسنة  فأن العراق لم يرشح اي امرأة الى السيد الامين العام للأمم المتحدة مما يتطلب توجيه عناية الحكومة لمراعاة ذلك خاصة في هذا الظرف الحرج  الذي يمر به العراق
5-ان واحدة من اهم اسباب تفشي الارهاب في العراق هو ارتفاع مستوى الفساد الذي بات يهدد استقرار البلد ويحول دون تقدمه وتنميته وان مكافحة الفساد ستساهم بشكل غير مباشر في احلال السلم والامن , وقد اثبتت الدراسات والتقارير المحلية والدولية ان النساء في العراق هن الاقل فسادا وعليه فأن قيادتهن لمؤسسات او هيآت مكافحة الفساد وتحقيق النزاهة سيوفر واحدة من اهم المساهمات للمرأة في صناعة السلام
6-ان الأخطار التي تعرض لها العراق والانتهاكات التي طالت الثقافة والحضارة والانسان من كافة الاديان والاعراق تتطلب التوثيق وان على المرأة تحديدا  سواء كانت المرأة الاعلامية والكاتبة والشاعرة والفنانة ان توثق آلامها وانتهاكاتها بعنوان الوطن في قصيدتها وتقاريرها وفنها بالرسم والنحت والتمثيل وغيرها من الفنون مجسدة رفضها للأرهاب والمساهمة في الدعوة الى السلم والامن 
السيدات والسادة 
لقد ساهمت الامم المتحدة من خلال مكاتبها في العراق بالمساعدة وتوفير الدعم الى منظمات المجتمع المدني وقد شاركت منظمتنا مؤسسة ام اليتيم في اكثر من مشروع بدعم من الامم المتحدة لتنفيذ مبادرات تدعم السلم حيث تنفذ حاليا ولمدة سنتين مبادرة للتمكين المدني والسياسي للنساء في العراق بدعم من صندوق الامم المتحدة للديمقراطية , كما سبق ان ساهمت في ارساء ثقافة حقوق الانسان من خلال دعم برنامج الامم المتحدة الانمائي في اكثر من مشروع , كما قمنا بالانضمام الى مسيرة مكافحة الفساد في العراق من خلال  المبادرة التي اطلقها برنامج الامم المتحدة الانمائي لدعم مبادرات منظمات المجتمع المدني في هذا المجال , ونعمل حاليا لتعزيز حماية الطفولة من خلال شراكة مع منظمة اليونسيف  وتوفير بيئة آمنة للأطفال في العوائل  المهجرة داخليا , وتعمل مؤسسة ام اليتيم منذ بداية نزوح العوائل من الموصل ومدن عراقية اخرى الى بغداد بتوفير مستلزمات اساسية لتلك العوائل وتجمع البيانات حول اوضاعهم واحتياجاتهم الضرورية حيث بينت تلك البيانات ان مالايقل عن 15% من تلك العوائل النازحة تقودها النساء , وقد كنا ننسق مع مؤسسات حكومية ومانحين محليين وتسعى منظمتنا للتنسيق مع الامم المتحدة لتقديم مزيد من الخدمات الى تلك العوائل  وصولا الى عبور ازمتهم وعودتهم الى مناطقهم .
في الختام  لايسعني الا ان اقدم الشكر الى برنامج الامم المتحدة الانمائي لدعوته الكريمة التي تعد واحدة من ممارسات تعزيز الشراكة مع المجتمع المدني آملين ان ينعم شعب العراق وشعوب العالم اجمع بالامن والامان 
والسلام عليكم 


ولمزيد من المعلومات حول الاحتفالية  يرجى الاطلاع على  الروابط ذات الصلة:-

مجلس النواب يقيم أحتفالية بمناسبة اليوم العالمي للسلام

خلال احتفالية اليوم العالمي للسلام.. الرئيس الجبوري

لجنة حقوق الانسان تحتفل باليوم العالمي للسلام بحضور السيد رئيس المجلس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top