ذا كان شهر رمضان شهر عبادة وعمل وصبر بأنتظار الفطر حيث الجوائز والفرح الاكبر واذا كان شهر يستجاب فيه الدعاء وتغفر فيه الذنوب , وهو ربيع القرآن . فأنه الشهر الذي سقطت فيه نجوم ساطعة في سماء العلم والتقوى والعمل والاجتهاد والجهاد في سبيل الله .
فقد هوى في الاول من هذا الشهر الفضيل عام 297 للهجرة نجم النائب الاول للأمام المهدي (عج) وهو عثمان بن سعيد العمري رضوان الله تعالى عنه وهو النائب الاول من بين اربعة نواب في زمن الغيبة الصغرى للامام (ع) . وقد عاصر رضوان الله تعالى عنه الامام علي الهادي (ع) ثم كان في اصحاب الامام العسكري (ع) ووكيلا عنه حتى جاء زمن الغيبة الصغرى فنصبه الامام (ع) سفيرا له وهو اول السفراء الاربعة.
وفي الثالث من شهر رمضان هوى نجم آخر وهو الشيخ المفيد سنة 413 للهجرة وهو محمد بن محمد بن النعمان وهو من اجل واكبر علماء الامامية ورئيسهم واستاذهم وفضله اشهر من ان يوصف في الفقه والكلام والرواية , كان اوثق اهل زمانه واعلمهم انتهت اليه رئاسة الامامية في وقته ووصف بأنه فخر الشيعة ومحيي الشريعه وملهم الحق ودليله . صلى عليه الشريف المرتضى عند وفاته وكان يوم وفاته يوما لم ير اعضم منه من كثرة الناس للصلاة والبكاء عليه.
وفي العاشر من شهر رمضان هوى نجم ساطع له فضل كبير على الاسلام وتثبيت الرسالة ومساندة الرسول الاعظم (ص) الا وهي السيدة الصديقة خديجة الكبرى عليها السلام . وقد ضربت مثلا في العطاء والايمان والتصديق بالرسول الاكرم ورسالته كما ضربت للنساء مثلا في المساندة والمؤازرة للدين والزوج والتضحية بالمال والثروة والجاه والثبات على المباديء.
ولئن كانت تلك النجوم اللامعه ذات فضل لاينكر ولايخبو على طول الدهر الا ان ضوء الشمس الساطع قد غطى على انوارها وحل الانظار عنها فقد استشهد في هذا الشهر شمس الشموس امير المؤمنين ومولى المتقين علي بن ابي طالب عليه السلام في الحادي والعشرين من الشهر وهو الذي له المواقف المشهودة وبسيفه عرف الاسلام وثبتت شوكته , ولنا ان نتصور كم عكست الشمس من نورها الوهاج على تلك النجوم لتصبح براقة مضيئة للناظرين . السلام على امير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين و السلام على امام الهدى وعلم التقى ورحمة الله وبركاته.